{سيدي..هناك إشارة صوتية متقطعة }
هكذا قال المسؤول عن الرادار والأجهزة السمعية في باخرة إنجليزية كانت تمر محاذيا لمدينة الحسيمة.
إقترب المسؤول الأول عن البارجة الحربية من الرجل .فقال:هاتي أسمع، فلمّا بدأ بسماع الصوت ،وإذْ به عبارات ولهجة ولغة لطالما سمعها ،فنادي على رجل من عمال البارجة فقال:ترجم لنا هذا الصوت ،فأنا أعلم أنّك تجيد الريفية ،فلمّا وضع الرجل السماعة على أذنه بدا يسمع هذا النداء........
يا ودود يارحيم يا جبار،اللهم نشكو إليك ضعفنا ،وقلّة حيلتنا،وهوانا عن الناس ،اللهم إنّ الإسبان قد جمعوا لنا.فما قلنا سوى حسبنا الله ونعم الوكيل ،اللهم كل مقاومة وجدة يد ممدّدة إليها ،إلاّ نحن فلا يد غير يدك نسْأل أنْ تكون معنا.....وبدأ الصوة بالإنقطاع ....وبعد برهة عاد الصوت من جديد......اللهم إنّ الأعداء والنصارة وإخوة لنا خونة قد جمعوا لنا العدّة .وحزبوا الأحزاب .ونشروا المقاتلات .وجهزوا الكيماويات. فلا ملاذ إلاّ إليك،.....اللهم......أنت تعلم ما أريد .........وأنقطع الصوت.ثم إلتفت الأميرال البحري الى المسئول عن الرادار فسأله:من أين ينبعث هذا الصوت ؟
فقال:من وسط الريف سيدي...من هذه المدينة فأشار من النافذة إلى مدينة الحسيمة...
وفي الصباح .سمع الأميرال قائد البارجة وركابه كذلك ،عن معركة كبيرة وقعت في موقع صاحب الصوت،فكانت معركة أنوال الكبرى،
والتي ذكرة على أنّها من المعارك الكبرى في الإسلام،إلى جانب غزوة بدر وحطين وعين جالوت والزلاقة وتبوك