مضى الركب ومضت رحلتي
وقفت على أعتاب الليل أمسح دمعتي
وسوداه يُخفي ملامحي
وسكونه يستفزُ صرختي
كل شي هادئ إلا ضوء القمر
يرافقني في خطوتي
يراقب حزني ولهفتي
فيسكن في أعماق دموعي
فلا أحتاج قلبا أليه اشتكي
أبحرت الأحزان
انتشرت في أرجاء المكان
سرقت مني الإحساس
منعت عني الناس
لتدق في مسامعي الأجراس
معلنة قدومها نحوي بلا جند أو حراس
ربما أربكني الخوف
ولكن ورغم شدة الموقف
ما زلت أشد من أزر قوتي
في أن أقف مع قلبي
لكي أواجهها
فلا تهزني رجفتي
ولا تكسرني دمعتي
ولا تهزمني حسرتي
فما زلت أشعر بقوة تحملي
رغم متاهات الدروب في وقفتي
كم هو قاسا أن تفقد الروح
وكم هو مؤلم أن تسمع صوت الجروح
وكم هو مرير أن ترى الدموع
تتهاوى في انقياد ورضوخ
وكم هو مخيف أن تكتم الحقيقة
وصوتها يتعالى يريد البوح والجموح
لا لست أنا من يعذبني الألم
ولا لست أنا من يكسرني الندم
ولا لست أنا من صوته ولى وأنهزم
ولا لست أنا من ضاقت أرضه فاعتصم
ولن أكون في يوما
سفح جبلا وقمة هرم
أنا مجرد شعور في إنسان
لا يتساوى ولا ينقسم
أريد أن أبقى كما كنت أنا
ولا أريد أن أحطم قلبي بحزني أنا
أريد أن أبقى
عميق في سري
ساكنا في داخل عمقي
أتكلم فيسمعني حسي
وأتحرك فيلمحني ظلي
وأبكي فتضُمني دمعتي
لأقف صامتا مع نفسي
لا أقدر أن أروي لأحد ما خفايا قصتي
لماذا يكون الذنب ذنبي
رغم فقري وقلة حيلتي
لماذا يكون القهر أسفي
رغم محاولاتي وتقدمي
لماذا يكون الأمل حلمي
رغم صبري وتحملي
أيها الحزن
على أعتاب الوقوف الأخير
أن أعطيتني أيها الزمان أعطيتك
وإن نسيتني أيها المكان نسيتك
وإن فقدت ملامحي أيها الوجدان فقدتك
وإن مات في قلبي ذلك الإنسان قتلتك
فلا يبقى منك في وجودي أيها الحزن
لا ذكرى ولا أوطان
سوى قبر دفنتك فيه
رمال النسيان